مقالة بعنوان : الاعتزاز بالإسلام
أما
بعد:
أحبابنا
في الله: الإسلام هو الدين القيم الذي فيه
صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن
التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل
الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة،
فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية،
والنظم العادلة. إنه الدين الذي ينبغي
لنا أن نفتخر به، وأن نتشرف بالانتساب
إليه، فمن لم يتشرف بهذا الدين ويفخر به
ففي قلبه شك وقلة يقين.
إن
الحق يخاطب حبيبه
وممـا
زادني شـرفاً وتيهـاً
وكدت بإخمصي أطأ الثريا
دخولي
تحت قولك يا عبادي
وأن صيرت أحمد لي نبياً
إن
الشرف أن تكون من عباد الله الصالحين،
وأن تعمل الصالحات وتجتنب المحرمات.
إن
الشرف أن تدعو لهذا الدين، وأن تتبع سنة
خير المرسلين
لقد
كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية
آمالهم، فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي
الله عنه الذي يقول له النبي
فلما
حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك
أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس
حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف
مكانه حتى قتل، فكان قبره تحت قدميه رضي
الله عنه وأرضاه.
وهذا
فارس آخر من فرسان الإسلام العظام، الذين
تربوا على يد محمد
جاء
جليبيب إلى رسول الله
وحضر
النبي
فانظروا
– رحمكم الله – إلى هذا الرجل الذي يفتخر
به النبي
إنهم
عظماء؛ لأنهم عاشوا في كنف محمد
واستمعوا
إلى قصة عظيمة، إنها قصة عمر رضي الله عنه
حينما خرج إلى القدس ليتسلم مفاتيح بيت
المقدس – أسأل الله أن يعيده إلينا –
يخرج عمر على حاله المعروفة، فيستعرض
الجيش الإسلامي العظيم، ويقول قولته
المشهورة: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام،
ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
ثم يقترب من أبي عبيدة فيعانقه، ويبكي
طويلاً، فيقول عمر: يا أبا عبيدة، كيف بنا
إذا سألنا الله يوم القيامة ماذا فعلنا
بعد رسولنا
ترى
هل سأل أحد منا نفسه ماذا فعلنا بعد رسول
الله
اللهم
إنا نشكو إليك قسوة قلوبنا، فارحمنا
برحمتك يا أرحم الراحمين.
إخوة
الإسلام أتباع محمد عليه أفضل الصلاة
والسلام:
لقد
عرف سلفنا – رضوان الله عليهم – أن
الحياة إنما تصرف في مرضاة الله وطاعته،
وأن عزهم في دينهم وتمسكهم به، وأن
ارتباطهم إنما هو بالله الواحد الأحد.
حج
هشام بن عبد الملك، فلما كان في الطواف
رأى سالم بن عبد الله وهو يطوف وحذاؤه في
يديه، وعليه ثياب لا تساوي ثلاثة عشر
درهماً، فقال له هشام: يا سالم، أتريد
حاجة أقضيها لك؟ قال سالم: أما تستحي من
الله، تعرض عليّ الحوائج وأنا في بيت من
لا يُعوز إلى غيره؟! فسكت هشام، فلما خرجا
من الحرم قال له: هل تريد شيئاً؟ قال سالم:
أمن حوائج الدنيا أو الآخرة؟ فقال: من
حوائج الدنيا. فقال سالم: والله الذي لا
إله إلا هو ما سألت حوائج الدنيا من الذي
يملكها تبارك وتعالى، فكيف أسألها منك؟
إنه
الإيمان الذي ربى القلوب على التعلق
بالله والنزول في حماه والالتجاء إليه
والاعتصام به.
إخوة
الإسلام: هذه نماذج رائعة أذكرها لكم لكي
يكون لنا فيها الأسوة والقدوة في التشرف
بالإسلام، والاعتزاز به، والاعتماد على
الله، والتوكل عليه، والسير على نهجه،
والالتزام بسنة نبيه
بارك
الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني
وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول
قولي هذا وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو
الغفور الرحيم.
|
|
|
الخطبة الثانية
|
|
|
الحمد
لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً. .. أما
بعد:
إخوة
الإسلام:
لكي
ينشأ أبناؤنا على تعاليم الإسلام
وشرائعه، يجب علينا أن نعظم شعائر الله
في قلوبهم، يجب أن نربي أبناءنا على
تعظيم الله بامتثال أوامره واجتناب
نواهيه، وأن نشعرهم بأن الخير من الله،
ولا يدفع الشر سواه، وأن أمورنا إنما
تكون بأمره سبحانه، فهو المتصرف كيف
يشاء، وأن ننزل حاجاتنا به فهو المؤمل
سبحانه، يأكل باسم الله، يخرج متوكلاً
على الله، يدرس ابتغاء مرضاة الله.
كما
يجب أن نعظم في قلوبهم القرآن الكريم
حفظاً وتلاوة، ونشعرهم بعظمة هذا القرآن
وما فيه من خير وسعادة.
ومما
يجب أن يعظم في نفوسهم حب رسول الله
إن
المسئولية في هذا ملقاة على عواتق أولياء
الأمور، فليتقوا الله في ذلك، وليحسنوا
التربية حتى تخرج الثمار المباركة. اللهم
وفقهم لما تحبه وترضى.
ثم
صلوا على الحبيب المصطفى والنبي
المجتبى، فقد أمركم بذلك مولانا في محكم
التنزيل فقال:
|
كود أدسنس 200*90
كود أدسنس 336*280


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire